بحث هذه المدونة الإلكترونية

2008/10/23

صديقي العربي نصرة


لفْتًا لانتباه الرجل المعنيّ بمضمون هذه الأسطر رسمتُ حروف اسمه عنوانًا لهذه البطاقة الأسبوعيّة.. ورفعًا للكلفة والتكلّف اللتين تفترضهما الخطابات الموجهة للمسؤولين الرسميين ناديتُ الرّجل بصديقي وأنا الذي لم أُلاقِه الاّ مرّة واحدة عندما جلست إليه في مكتبه بقناة حنبعل قرابة الساعتين أنجزت معه حوارًا كنتُ نشرته السنة الفارطة على أعمدة «الشعب»...
السيد العربي نصرة ليس صديقًا شخصيا لناجي الخشناوي ولكن أعتقد أنّه أصبح صديقًا لكل مشاهد يتابع برامج فضائياته الثلاث: حنبعل TV وحنبعل الشرق وحنبعل الفردوس، وواضحٌ أنّ منبع هذه الصداقات الافتراضية هي تلك المادة الاعلامية والترفيهية والتثقيفية التي يحرص الرجل على تقديمها إلى المشاهد والتي لن أضيف جديدا إن قلت أنّها أحدثت «رجّة مشهدية» في الاعلام التونسي.ليس تقييم برامج حنبعل هو محور حديثي ولا هو أيضًا داعٍ من دواعي ادّعاء صداقتي للعربي نصرة ولكن تحديدًا أرغب من وراء هذه الأسطر أن ألفت انتباه الرّجل إلى امكانية احداث قناة جديدة ضمن باقته المُزمع فتحها في قادم الأيّام..«حنبعل الثقافة» أو «حنبعل الثقافية» أمنية قد يكون لي السبق في التصريح بها وقد تكون أمنية تأججت في صدور مئات المثقفين في هذه البلاد ومن ينوسنا بالهم الثقافي..قناة تونسيّة تُعنى بالثقافة وحدها مشروع مهم وفارقٌ وتأسيسيّ.. مشروع نفتقده في مشهدنا الاعلامي وفكرة تأخّرت كثيرا عن التحقق والانجاز...مشروع أقدمه إلى السيد العربي نصرة رأسًا وقلبًا ربّما لأنّه الرّجل الأوّل المؤهل لذلك لما عُرف به من طموح مجنّحِ ومن روحٍ مُغامرة لم تصله الاّ إلى أرض النجاحات المتواصلة.. لن أبدي رأيي في قناة «حنبعل الفردوس» لأنها لا تعنيني بالمرّة ولا تضيف لي جديدا في ظلّ الطوفان الملائكي الذي يُغرقنا يوميّا بدءًا من الاذاعات الدينية وصولا إلى أطفال الشوارع الذين يبيعون كتيبات دينيّة مرورًا بالمعارض الرسمية وشبه الرسميّة التي تروج لكتب الدين وصكوك الغفران...شخصيا أعتبر قناة «حنبعل الفردوس» قناة كميّة تدخل في باب التكاثر العددي وبالمقابل أعتقد جازمًا أنّ فتح قناة ثقافية يُعتبر انجازًا نوعيّا وتأسيسًا ايجابيّا...إنّ تأثيث ساعات بث يومي بمادة ثقافية عميقة ليس بالأمر الصعب ولا المستحيل ذلك أنّ المادة التوثيقية متوفّرة ولا أخالها باهظة الثمن هذا فضلا عن المواكبات والمتابعات المطوّلة لمختلف الفعاليات الثقافية الوطنية والعربية والدولية، وطبعا إلى جانب احداث برامج حواريّة مع مبدعين ومثقفين بشكل تأسيسي لا بشكل تهريجي وعشوائي كالذي نراهُ في برامج تدعي أنّها ثقافية وهي إلى التهريج أقرب، وأهم من كل ذلك الايمان بأنّ المثقف ليس المُكرّس من قبل وسائل الاعلام، بل المثقف هو الباحث الذي لا نراهُ وهو المبدعُ المشغول بابداعه وهم كثُرٌ في بلادنا غير أنّ الضوء لا يطالهم بعد ان استأثرت به أسماء معلومة أخاف أن تموت وتظلّ أيقونة أبدية في الشاشات وعلى الأثير...صديقي العربي نصرة لست مُلزما بتنفيذ هذا المشروع ولست ملزمًا بفتح قناة ثقافية ولكنّك ملزما بالحفاظ على احترام الملايين الذين يتابعون برامج قنواتك...